مدونة الدكتور سعد بن إبراهيم العريفي: فبراير 2024

المشاركة بمقال صحفي لمجلة اليمامة، نشر في 21 / / 2024م.

https://x.com/yamamahMAG/status/1760185505583386864?s=20

http://alyamamahonline.com/repo/pdf/2798/2798.pdf

وحول سؤال: ما أبرز التحديات التي واجهت الإمام محمد بن سعود منذ بداية عهده وحتى نهايته طوال أربعة عقود؟ وكيف تعامل معها؟

تحدث الـدكـتـور سعد العريفي الباحث المتخصص فـي تاريخ المملكة العربية السعودية مشكورا:

ولد الإمـام محمد بن سعود عام 1090هــ / 1679م، ونشأ في بيت الإمارة بالدرعية، وقد عايش فترة حكم جده الأمير محمد بن مقرن (1096 - 1106هـ/ 1684 - 1694م)، وكـان شاهدا على الأحــداث التي دارت لاحقاً بين أمراء الدرعية أو مع الأمـــراء المحليين في نجد، كما صقلت الفترة التي قضاها إبان حكم والده في الدرعية بين عامي (1132 - 1137هـ/ 1720- 1725م) كثير من ملامحه الشخصية، وشارك الإمام محمد في الدفاع عن الدرعية عام 1133هـ/ 1721م. هذه الأدوار المهمة جعلت الإمــام محمد بن سعود على معرفة جيدة بمكامن الخلل في إدارة الدرعية، ورسم في مخيلته خارطة الطريق لإنقاذها.

بعد أن تولى الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية في 30 جمادى الآخرة 1139هـ/ 22 فبراير 1727م بدأ بتنظيم الدرعية، ونقلها من طور الإمارة إلى طور الدولة، وقد أصبحت الدرعية في وقته محط أنظار الإمارات المجاورة، ومن أهم التحديات التي واجهها إبان حكمه:

العاصمة: كان مركز حكم الدرعية مشتتا، وأحـيـانـاً يــدار مـن خلال مركزين مختلفين غصيبة والمليبيد، فوحد الإمام محمد العاصمة وجعلها في مركز واحد في غصيبة. أمن الدرعية: كان الإمام محمد بن سعود يرى بأن الطور الذي انتقلت له الدرعية سوف يخلق لها تحديات لاحقة، وهو ما جعله يأمر ببناء سور محيط بالدرعية، لصد الهجمات التي -ربما- تستهدف الدرعية من القوى المحيطة، وقد ثبت دور هذا السور لاحقا.ً

السيادة: اهتم الإمــام محمد بن سعود بحفظ سيادة الدولة الداخلية والخارجية؛ حيث كان حريصا على فرض سلطة الإمــام داخـل حدود الدولة وعدم تجاوزها، وكان كذلك لا يقبل بالتدخلات الخارجية ضمن حـــدود دولــتــه، كما أن الـدولـة السعودية الأولى في عهد الإمام محمد بن سعود مستقلة تماماً عن تأثير القوى الكبرى المهيمنة على كثير من الإمارات النجدية.

الأمن الإقليمي: اهتم الإمام محمد بن سعود بضبط الأمن الإقليمي في الإمارات المجاورة ليشيع الأمن في كافة المناطق المحيطة بدولته، منها حينما شارك في إعادة دهام بـن دواس لإمـــارة الـريـاض عام 1151هـ/ 1738م، كما حرص على تأمين طرق الحج والتجارة المتصلة بمنطقة نجد.

الحالة العلمية: لعل من أبرز سمات الدولة السعودية الأولى هي ازدهار الحياة العلمية فيها، وهذا ما أولاه الإمام محمد بن سعود الكثير من العناية، حتى برز فيها العديد من العلماء، منهم قاضي الدرعية الشيخ عبدالله بن عيسى وابنه عبدالوهاب، والشيخ محمد بن عبدالوهاب وبنوه، والشيخ عيسى بن قاسم، وعبدالله بن عبدالرحمن بن سويلم، وحمد بن محمد بن سويلم. وغيرهم.

الموارد الاقتصادية: كانت الحالة الاقتصادية للإمارات النجدية هاجساً يؤرق الكثير من الأمراء، لذا استهل الإمام محمد بن سعود حكمه بضبط الموارد المالية الداخلية للدولة.